اللهم نسألك كما اختصمنا فيك فى الدنيا أن تجمعنا فيك فى الآخرة بما اختلفنا فيه من الحق بإذنك ، اللهم بقولك {ونزعنا ما فى صدورهم من غل} فانزعه عنا فى الدنيا قبل الآخرة {ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا} ، واجعلنا ومن اختصمنا معهم فيك {أخوانا على سرر متقابلين}
------------------------------------------
------------------------------------------

مقدمة

المقصود من هذه المدونة هو بيان أهل السنة والجماعة الحقيقيين كما ذكره الجماهير المجمهرة من علماء الأمة الإسلامية سواء المتقدمين منهم أو المتأخرين ، ومن كافة أقطار الإسلام .
هذه المدونة تناقش ما تحاول أن تشيعه الوهابية على أنه من مسلمات الفكر الإسلامى وأنه محل إجماع بين علماء المسلمين ، والحقيقة ليست كذلك ، إن ما قامت به الحركة الوهابية ودعت إليه من مقولات خاصة خلال السبعين سنة الماضية هو أكبر عملية لتزييف الفكر والتاريخ الإسلامى الصحيح
لهذا لا ينبغى للإنسان أن يغلق نفسه على مقولات الوهابية ودعاة السلفية ، ويستجيب لكل ضغوطهم وإرهابهم الفكرى وتبديعهم لجماهير العلماء بل وتكفيرهم فى كثير من الأحيان .
هذه المدونة أيضا تقدم نماذج حقيقية لكيفية مناقشة العلماء للقضايا وكيفية تفهمهم لها .
علينا ألا نسمع لرأى واحد ، ونغلق أعيننا وآذاننا دون أن نسمع آراء بقية العلماء ، وهذه إحدى إشكالات الصورة الزائفة للحياة الدينية الإسلامية التى تحاول أن تصبغنا بها الوهابية : الانغلاق ، والتعميم ، وهما وجهان لعملة واحدة ، رغم الدعوى الزائفة والكاذبة بالاجتهاد التى ما أريد بها إلا ترك المستقر والثابت والصحيح واتباع بدعهم وآرائهم الشاذة وأفكارهم المغلوطة

الأحد، ١ مارس ٢٠١٥

مركز أبى الحسن اﻷشعرى للدراسات والبحوث العقدية
وهو مركز مغربى من المؤسسات العلمية الجادة والرصينة التى تحمل راية عقيدة أهل السنة والجماعة فى بﻻد المغرب، بعيدا عن التطرف والغلو والوهابية.
والمركز له نشاط علمى جدير بالتقدير واﻻحترام.
ويتبعه هذا الموقع اﻷلكترونى الذى يعبر عن النشاط العلمى للمركز ويزدان بالكثير من المقاﻻت والدراسات العلمية الجادة فى مجال عقيدة أهل السنة والجماعة.

السبت، ١٢ يناير ٢٠١٣

الفرق بين معرفة المتكلمين ومعرفة الصوفية


سؤال : ما رأيكم فيما يذكره المتكلمون من خلاف الصوفية معهم فى طريق ثبوت النظر، فقد ذكر شيخ مشايخنا فضيلة الأستاذ الشيخ محمود أبو دقيقة فى كتابه "القول السديد فى علم التوحيد"([1]) (1/ 60 ط مجمع البحوث) فى مبحث طريق ثبوت وجوب النظر فى معرفته تعالى أنه "أجمعت الأمة الإسلامية على وجوب معرفة البارى سبحانه وتعالى، واختلفت فى الطريق الموصلة إليها، فقال علماء التصوف: طريق معرفته تعالى رياضة النفس، وتصفية الباطن، والتزام الخلوة والمواظبة على الذكر والطاعة. وقالت الأشاعرة والمعتزلة: طريقها النظر، وهو واجب باتفاقهما ، واختلفوا فى طريقه، فقالت الأشاعرة : طريقه السمع. وقالت المعتزلة: طريقه العقل".
ثم أورد دليل الجمهور السمعى، وبعض الاعتراضات والأجوبة إلى أن قال: "وقول الصوفية: إن الرياضة كافية ممنوع، فإنا نرى المبطلين من اليهود والنصارى يتريضون وتوصلهم هذه الرياضة إلى عقائد باطلة، فلا بد حينئذ من طمأنينة النفس، وذلك بالنظر ...".
والجواب: أن مقصود الصوفية بمعرفة الله تعالى غير مقصود المتكلمين بمعرفته، والصوفية لا ينكرون معرفة  المتكلمين بل يزيدون عليها.
ومعرفة الصوفية من مرتبة ، ومعرفة المتكلمين من مرتبة أخرى، فمعرفة الصوفية إحسانية، ومعرفة المتكلمين إيمانية، فاخلتفا مرتبة .
ومعرفة الصوفية قلبية، ومعرفة المتكلمين عقلية فاختلفا وسيلة.
ومعرفة الصوفية عمل ، ومعرفة المتكلمين علم.
ومعرفة الصوفية شهود، ومعرفة المتكلمين اعتقاد.
ومعرفة الصوفية تبدأ من القلب وتنتهى إلى الجوارح الظاهرة والباطنة فأثرها عملى، ومعرفة المتكلمين تبدأ من العقل وتنتهى إلى القلب فأثرها علمى.
ومعرفة الصوفية لله ، غير معرفة المتكلمين بل وبعدها. فالصوفية بعد أن يقرون بمعرفة المتكلمين ليتحققوا بمرتبة الإيمان ، يزيدون عليها بمعرفته من جهة الإحسان، فمعرفة الصوفية بعد معرفة المتكلمين، والمتكلمون يعرفونه واجب الوجود، خالقا، ، صانعا، واحدا، حيا، سميعا، بصيرا، عليما، مريدا، قادرا، قديما، باقيا، مخالفا للحوادث ... {ليس كمثله شىء}. والصوفية بعد أن يعرفونه كذلك يشهدون كذلك، فالفرق بينهما كالفرق بين معرفة الله بالنظر فى آثاره، ومعرفته "كأنك تراه".
وطريق معرفة الصوفية خاصة عند محققى أهل الحق، وقد حررنا هذا فى كتابنا "مناهج التصنيف فى الفلسفة الإسلامية" (ص 90- 96 وهو منشور على الشبكة، وعلى موقعنا) عندما تناولنا نظرية المعرفة الإسلامية . وطريق معرفة المتكلمين عامة.
ونزيد هنا بأن طريق معرفة المتكلمين (العقل) وإن كان عاما على ما أطلقوا، ولكن له شروط، ومتى اختلت هذه الشروط لم يترتب عليه العلم.
فعُلِمَ من هذا أن طريق العقل وإن أطلقوا القول بأنه سبب عام للعلم، إنما هو عام لمن تحقق فيه شرطه، وكذلك طريق الذوق وإن أطلقوا القول بأنه سبب خاص للعلم فإنما هو عام أيضا لمن تحقق فيه شرطه، وإنما جعلوا هذا عاما وهذا خاصا بالنظر إلى كثرة المتحققين به من الناس حتى صار كأنه الأصل فى المعرفة، وقلة المتحققين بالثانى وصعوبة شرطه.
ويجاب على اعتراضه بقوله " فإنا نرى المبطلين من اليهود والنصارى يتريضون وتوصلهم هذه الرياضة إلى عقائد باطلة":
فيجاب بأنا نراهم أيضا يتكلمون وينظرون فى الأدلة العقلية فيوصلهم هذا إلى عقائد باطلة أيضا.
فيعلم من هذا أن خطأهم فى العقائد ليس بسبب الطريق المؤدى إلى المعرفة، ولكن فى ترتيب شروطه الخاصة ، وإلا فقد سلكوا طريقا موصلا للعلم لكن على غير شرطه فضلوا.
هذا ما حضرنا فى تحرير الفرق بين المعرفتين ، ويضيق الوقت عن المزيد ، ونصوص المتكلمين والقوم مبسوط فى المطولات ، وإن حاول بعض المنتسبين لكل من الفريقين ترجيح معرفة فريقه على الآخر، لكن التحقيق عندنا هو ما ذكرنا والله أعلم.


([1])فائدة فى التعريف بكتاب "القول السديد فى علم التوحيد" الذى جرى الكلام حوله فى مقالنا عن الفرق بين معرفة المتكلمين ومعرفة الصوفية": الكتاب كان مقررا بالأزهر الشريف، ويعبر عما استقر عليه البحث الكلامى والعقيدى ، واعتمده مجمع البحوث الإسلامية، وهو للأستاذ الشيخ محمود أبو دقيقة ، والذى انتخب رحمه الله لدراسة علم التوحيد بكلية أصول الدين، فى ضوء صدور المرسوم الملكى باعتماد خطط ومناهج الدراسات بالمعاهد الدينية وكليات الجامع الأزهر الشريف بتاريخ 9 من ذى الحجة 1349 هـ - 17 / 4 / 1931. فألف كتابه هذا ليفى بمشتملات المنهاج الموضوع، والذى لا يفى به كتاب واحد من الكتب المعروفة وقتها، ويعتبر الكتاب – كما يقول أستاذنا الدكتور عوض الله حجازى فى مقدمته للكتاب- ملخصا وافيا لما ورد فى كتب علم الكلام من أمثال "شرح المواقف" للشريف الجرجانى، و"شرح المقاصد" للسعد التفتازانى، و"طوالع الأنوار" للبيضاوى وشرحه، و"شرح العقائد العضدية" للجلال الدوانى، وتعليقات الإمام محمد عبده عليه، بالإضافة إلى تحقيقات مفيدة من علم المنطق، والفلسفة الإسلامية وآراء بعض المحدثين المعاصرين، وكان الكتاب مقررا على كلية أصول الدين فى السنوات الثلاثة الثانية ، والثالثة والرابعة بالكلية حسب القانون رقم 49 لسنة 1930 م. وارتأت لجنة العقيدة والفلسفة بمجمع البحوث الإسلامية إعادة طبعه، بموافقة فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق، وأسندت اللجنة إلى فضيلة الأستاذ الدكتور عوض الله حجازى (أستاذ العقيدة والفلسفة ورئيس جامعة الأزهر الأسبق ، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو لجنة العقيدة والفلسفة بالمجمع) التعليق على الكتاب وتحقيقه وشرح ما غمض منه ومراجعة نصوصه على مصادرها. فاجتمع لهذا الكتاب من الناحية العلمية ما لم يجتمع لغيره من مؤلفات العقيدة، ويمكن بحق أن نعده معبرا عن عقيدة الجماعة العلمية الأزهرية ، جامعا وجامعة ومجمعا.

الجمعة، ١ أبريل ٢٠١١

إلى جهلاء العصر وخوارجه (المتسمين زورا بالسلفية)

إلى جهلاء العصر وخوارجه (المتسمين زورا بالسلفية) الذين أفسدوا علينا ديننا بجهلهم المركب حيث ظنوا أنفسهم أهل السنة والجماعة ، وأهل الحديث، وهم أهل الجهل والبدعة والجهالة والضلالة، نقول لهم قد نبأنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخباركم ، ولن نرد عليكم إلا بما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد وصفكم لنا وصفا دقيقا يجعلنا نعرفكم معرفة صحيحة قاطعة فى كل كلمة تقولونها فلنعرفنكم فى لحن القول وجليه بعد أن عينكم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا.

إلى جهلاء العصر (المتسمين زورا بالسلفية) : {قل موتوا بغيظكم} أيها الأفاكون المتاجرون بالدين، والجهلاء ، والعمى الصم البكم الذين لا يفقهون، عليكم من الله ما تستحقونه بما أفسدتم علينا ديننا ببدعكم وجهلكم وحمقكم، لا أنتم فقهتم دينكم، ولا أنتم تركتم الفقهاء يتكلمون ، وقد كان منكم من تهجم على النبى صلى الله عليه وسلم نفسه، كما تتهجمون أنتم اليوم على ورثته الكاملين من علماء الإسلام وأوليائه. وأنتم اليوم تهاجمون علماء الإسلام ، وأولياء الله تعالى ، من أمثال فضيلة المفتى ومولانا الإمام الأكبر شيخ الأزهر.

وكان سيدنا ابن عمر رضى الله عنه – كما فى صحيح البخارى - يراهم شرار خلق الله، وقال: «إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين»، وهذا بالضبط ما يفعله إلى جهلاء العصر وخوارجه (المتسمين زورا بالسلفية) .

صفات إلى جهلاء العصر وخوارجه (المتسمين زورا بالسلفية) :

فى صحيحى البخارى ومسلم عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرءون القرآن لا يجاوز حلوقهم، - أو حناجرهم - يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية».

وفى صحيحى البخارى ومسلم عن سهل بن حنيف مرفوعا: «يخرج منه قوم يقرءون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية».

وفى صحيح البخارى ومسلم عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه: «قام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار (لاحظ صفته مثل صفة وهابية اليوم تماما) ، فقال يا رسول الله اتق الله، قال: «ويلك، أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله» قال: ثم ولى الرجل، قال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: «لا، لعله أن يكون يصلي» فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم» قال: ثم نظر إليه وهو مقف، فقال: «إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» ، وأظنه قال: «لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود».

وصدق فيكم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنتم من أخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كما فى البخارى عن أبى سعيد الخدرى مرفوعا : «يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، وأنهم – كما فى رواية أخرى - «يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان».

وفى صحيحى البخارى ومسلم عن سيدنا علي رضي الله عنه قال: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا، فوالله لأن أخر من السماء، أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة».

وفى صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله، قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة منصرفه من حنين، وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها، يعطي الناس، فقال: يا محمد، اعدل، قال: «ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل» فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني، يا رسول الله فأقتل هذا المنافق، فقال: «معاذ الله، أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إن هذا وأصحابه يقرءون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية».

وفى صحيح مسلم عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بعدي من أمتي - أو سيكون بعدي من أمتي - قوم يقرءون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شر الخلق والخليقة».

فمن اطلع على هذه الأحاديث الصحيحة وغيرها سيتضح له بوضوح لا يدع مجالا للظن أن من وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم هم هؤلاء الذين ابتليت الأمة بهم منذ ظهرت حركة محمد بن عبد الوهاب، ثم انتشروا فى بلاد الإسلام شيئا فشيئا وتسموا باطلا وزورا باسم السلفيين أو السلفية تارة وباسم السنيين أو السنة تارة ، والسلف والسنة منهم براء ، وقد حذرنا النبى صلى الله عليه وسلم منكم ومن الانخداع بقراءتكم للقرآن ومن الانخداع بدعاويكم الكاذبة الفاجرة.

الأحد، ١٢ أبريل ٢٠٠٩

لا للترويج للتشيع فى بلاد أهل السنة كمصر والمغرب وإن كانت فتوى الشيخ شلتوت صحيحة النسبة إليه

دار جدل حول صحة الفتوى المنسوبة للشيخ شلتوت حول صحة التعبد على المذهب الجعفرى ، وأقول : حتى ولو صحت نسبة الفتوى للشيخ شلتوت - وهى صحيحة النسبة إليه فى الحقيقة - وبغض النظر عن موقفنا منها من الناحية العلمية ، فإن هذا ليس معناه فتح الأبواب أمام التشيع ليغزو بلاد أهل السنة كمصر وبلاد المغرب العربى وغيرها ، كما لا ينبغى أن يساء فهم هذه الفتوى ، واستعمالها فى إثارة الفتن ، بينما سياقها التاريخى يوضح لنا أن المراد بها هو نزع فتيل الشقاق والفتنة بين الطوائف المختلفة خاصة فى البلاد ذات الطوائف المتعددة كالعراق والسعودية ، فمعنى الفتوى ألا يحارب الشيعةُ السنةَ ، ولا السنةُ الشيعةَ وأن يتعايش الكل فى سلام ، وأن لأهل كل مذهب أن يتعبدوا الله بمذهبهم ، هذا هو مقصود الفتوى التى سيأتى نصها ، وليس لها معنى سوى ذلك . وأى محاولة لفهمها على غير ذلك أو الترويج للتشيع تحت راية هذه الفتوى فهو فهم مغلوط لها .
وفى الحقيقة أنا لا أحب أن يروج لمذهب الشيعة فى بلدى مصر أو فى أى بلد سنى ، ولا أحب إثارة الفتن ، والقلاقل ، والخروج على النظام العام .وأيضا فإن الاطلاع على نص كلام الشيخ شلتوت، يشير إلى أن مذهب الشيعة الاثنى عشر ، ومقصود الكلام هو تصحيح العبادة على المذهب الجعفرى بالنسبة لأهله ، وليس المقصود الترويج له وأن ينتقل السنى إلى التشيع .ففى كتاب مشيخة الأزهر (2/549 - 550 للشيخ على عبد العظيم ، ط مط الأزهر الشريف ، 1425 هـ / 2004 م) : (( ...بدأ الإمام فى الدعوة إلى التقريب مع من دعا إليها من زعماء المسلمين ، يقول الإمام فى ذلك : إن دعوة التقريب هى دعوة التوحيد ... وقد عهد إلى بمنصب مشيخة الأزهر أن أصدرت فتواى فى جواز التعبد على المذاهب الإسلامية الثابتة الأصول المعروفة المصادر المتبعة لسبيل المؤمنين ومنها مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية ... وها هو ذا الأزهر الشريف ينزل على حكم هذا المبدأ مبدأ التقريب بين أرباب المذاهب المختلفة فيقرر دراسة فقه المذاهب الإسلامية سنيها وشيعيها دراسة تعتمد على الدليل والبرهان وتخلو من التعصب لفلان وفلان)) . ومن الخير أن نسجل هنا فتوى الإمام للحقيقة والتاريخ : سئل فضيلة الإمام (يعنى الشيخ شلتوت) : إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكى تقع عبادته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة وليس من بينها مذهب الشيعة ، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأى على إطلاقه، فتمنعون تلقيد مذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية مثلا .فأجاب فضيلته : إن الإسلام لا يوجب على أحد اتباع مذهب معين بل نقول : إن لكل مسلم الحق فى أن يقلد بادئ ذى بدء أى مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحا والمدونة أحكامها فى كتبها الخاصة ، ولمن قلد مذهبا من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره أى مذهب كان ولا حرج عليه فى شىء . إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعا كسائر مذاهب أهل السنة ينبغى للمسلمين أن يعرفوا ذلك وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة ...)) انتهى المقصود من كلام الشيخ شلتوت ، نقلا من كتاب مشيخة الأزهر لعلى عبد العظيم ، طبعة الأزهر الشريف .
وهذا الكلام يمكن توظيفه فحسب لرأب الصدع بين الدول الإسلامية ونزع فتيل الفتن بين الطوائف المختلفة فى البلاد ذات الطوائف المتعددة كالعراق وإيران التى هى مليئة بأهل السنة المضطهدين ، وهذا هو مقصود الشيخ شلتوت فيما أحسب ومن حاول إحياء فتاواه هذه فى العصر الحديث.أما استخدام هذه الفتوى للترويج لمذهب الشيعة فى بلاد السنة الخالصة كمصر والمغرب ونحوها فهو من سوء الفهم وسوء استخدام الكلام فى غير محله ، ولا أظن أن الشيخ شلتوت يرضى بهذا ولا كذلك من جدد الإفتاء بكلامه فى هذا العصر .
انظر لمتابعة الحوار حول الموضوع : القرضاوي: لا فتوى لشلتوت بالتعبد على "الجعفري"

الأربعاء، ٤ مارس ٢٠٠٩

27- جواز التبرك بمس وتقبيل منبر النبى صلى الله عليه وسلم وقبره عند الإمام أحمد

وقال الإمام عبد الله بن أحمد فى العلل* (2/492) سائلا والده الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى رحمة واسعة عن حكم التبرك بمس منبر النبى صلى الله عليه وسلم وقبره :
((سألته عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عزوجل فقال لا بأس بذلك)) .

وقد أوقفنى بعض أخواننا الأفاضل على هذا النقل ، فجزاه الله خيرا.

---


* كتاب العلل ومعرفة الرجال للامام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله (164 - 241) تحقيق وتخريج الدكتور وصي الله بن محمد عباس ، الناشر : المكتب الاسلامي بيروت ، ودار الخاني الرياض، الطبعة الاولى 1408 هـ - 1988 م، 2 مج .

السبت، ٢١ فبراير ٢٠٠٩

27- العلم على الطريقة الوهابية - تسجيل صوتى لمولانا الشيخ على جمعة حفظه الله تعالى

هذا تسجيل صوتى طريف لمولانا الشيخ على جمعة حول العلم على الطريقة الوهابية . وقد وجدته موضوعا على الفيس بوك ضمن مجموعة أخرى من التسجيلات الجميلة له ، ضمن مجموعة منشأة على الفيس بوك اسمها مجموعة (الشيخ على جمعة) .وهناك مجموعات أخرى لمحبى مولانا الشيخ على بذات الموقع .
لسماع هذا التسجيل صوتيا : اضغط هنا
ولرؤيته فيديو برجاء الانتقال إلى موقع الفيس بوك ، مجموعة (الشيخ على جمعة) .

الجمعة، ٢٠ فبراير ٢٠٠٩

26- نفى التشبيه والمماثلة عند أهل السنة - من خلال كلام الصابونى الماتريدى

يقول الإمام نور الدين أحمد بن محمود بن أبى بكر الصابونى (ت 580 هـ) صاحب البداية فى أصول الدين ، والذى ربما عرف أيضا بنور الدين البخارى([1]) :
((قد أثبتنا صفات الكمال لله تعالى ردا على المعطلة ، فلا بد من نفى التشبيه والمماثلة ردا على المشبهة ليتضح المنهج القويم ، فكلا طرفى الأمر ذميم ، وخير الأمور أوساطها ، ودلالة ذلك قوله تعالى {ليس كمثله شىء وهو السميع البصير} ، نفى المماثلة بقوله {ليس كمثله شىء} ، ودل على ثبوت الصفات بقوله {وهو السميع البصير} .
واختلف القائلون فيما تثبت به المماثلة ، قالت الفلاسفة والباطنية وجهم بن صفوان : المماثلة تثبت بالاشتراك فى مجرد الوصف والتسمية ، حتى امتنعوا عن تسمية الله موجودا وشيئا وحيًّا وعالما وقادرا ، نفيا للمماثلة بين الله تعالى وبين خلقه .
وهذا باطل ، فإن المماثلة لو تثبت بالوصف العام لبطل تقسيم أرباب اللسان بين الأشياء من تسميتهم لبعض الأشياء جنسا ولبعضها ضدا ، ولبعضها خلافا ، ولبعضها مثلا ، بل كانت الأشياء كلها متماثلة ، حتى كان العجز مثلا للقدرة ، والسكون مثلا للحركة ، والشهد مثلا للسم ، وهذا مما يحيله العقلاء .
وقالت المعتزلة : المماثلة تثبت بالاشتراك فى أخص الأوصاف ، فإن للعلم مثلا ثلاثة أوصاف: الوجود والعرض والعلم ، فالوجود أعم الأوصف ، والعرض أوسطها ، والعلم أخصها ، فالعلم يماثل العلم من حيث كونه علما ، لا من حيث كونه موجودا وعرضا ، ولهذا امتنعوا عن وصف الله تعالى بالعلم نفيا للمماثلة بين الله وبين خلقه .
وهذا أيضا فاسد ، فإن القدرة التى يحمل الإنسان بها عشرة أَمْنَاء (من المقادير القديمة، وهو يساوى الآن 2.851 كجم) تشارك القدرة التى يحمل بها غيره مائة مَنٍّ فى أخص أوصافها ومع ذلك لا تماثلها .
وعندنا (يعنى أهل السنة من الماتريدية) : إنما تثبت بالاشتراك فى جميع الأوصاف ، حتى لو اختلف فى وصف واحد لا تثبت المماثلة ، مثال ذلك : أن العلم منا موجود وعرض وعلم ومحدث وجائز الوجود ويتجدد فى كل زمان ، ولو أثبتنا العلم صفة لله تعالى لكان موجودا ، وصفة وقديما وواجب الوجود ، ودائما من الأزل إلى الأبد ، فلا يماثل علم الخلق .
وحد المثلين عندنا أن يجوز على أحدهما من الأوصاف ما يجوز على الآخر . وقيل : حد المثلين ما يسد أحدهما مسد الآخر ، وذلك منفى بين صفات الله تعالى ، وصفات الخلق ، فلا يكونان مثلين(
[2]) .
([1]) الصابونى (نور الدين أحمد بن محمود بن أبى بكر ، ت 580 هـ) ، صاحب كتاب البداية من الكفاية فى الهداية فى أصول الدين ، تحقيق أ/د فتح الله خليف ، القاهرة : دار المعارف ، 1969 م ، 174 ص . طبعة أخرى : تحقيق د/ بكر طوبال أوغلى، دمشق : مط محمد هاشم الكتبى، 1396 هـ / 1979 م ، 224ص. انظر عنه وعن كتابه البداية : - د/ فتح الله خليف ، مقدمة تحقيقه لكتاب البداية ، (ص 3- 26) . - د/ بكر طوبال أوغلو ، مقدمة تحقيقه البداية فى أصول الدين (ص 9 - 13) .
([2]) انظر الصابونى (نور الدين أحمد بن محمود بن أبى بكر ، ت 580 هـ) ، البداية من الكفاية فى الهداية فى أصول الدين ، تحقيق أ/د فتح الله خليف ، القاهرة : دار المعارف ، 1969 م ، (57- 60) .

25- تنزيه المولى تعالى عن صفات الحدث كالجسمية والمكانية والجهة عند أهل السنة من خلال كلام الصابونى

يقول الإمام نور الدين أحمد بن محمود بن أبى بكر الصابونى (ت 580 هـ) صاحب البداية فى أصول الدين ، والذى ربما عرف أيضا بنور الدين البخارى([1]) :
((القول فى تنزيه الصانع عن سمات الحدث : ثم إن صانع العالم يستحيل أن يكون جسما أو ذا صورة أو فى جهة أو مكان ، وزعمت اليهود وغلاة والروافض والمشبهة والكرامية أنه جسم . وهشام بن الحكم يصفه بالصورة ، وقالت المشبهة والكرامية إنه متمكن على العرش . وقال بعضهم : إنه على العرش لا بمعنى التمكن ، ولكن يثبتون جهة فوق . وقالت النجارية : إنه بكل مكان بالذات . وقالت المعتزلة : إنه بكل مكان بالعلم لا بذاته .
وكل ذلك فاسد لأن فيه أمارات الحدث، فإن الجسم مجتمع ، وكل مجتمع يجوز افتراقه، وكذا يكون مقدرا بمقدار يتصور أن يكون أكبر منه أو أصغر ، فاختصاصه بهذا القدر لا يتصور إلا بتخصيص مخصص ، وكذا الصور مختلفة واجتماعه على الكل محال ، وتخصيص البعض لا يكون إلا بمخصص. وكذا لو كان متمكنا على العرش لا يتصور إلا أن يكون مقدرا بمقداره أو أصغر منه أو أكبر ، فإن كان مقدرا بمقداره أو أصغر منه فلا بد أن يكون محدودا متناهيا ، والتناهى من أمارات الحدث، وإن كان أكبر منه فالقدر الذى يوازى العرش يكون مقدرا بمقداره ، فلزم أن يكون متبعضا متجزئا، ثم لا بد وأن يكون متناهيا من جهة السفل حتى يكون متمكنا عليه ، وما جاز عليه التناهى من جهة جاز من سائر الجهات .
ولأن التعرى عن المكان والجهة كان ثابتا فى الأزل لإجماع بيننا وبين الخصوم على أن ما سوى الله تعالى محدث ، فلو ثبت التمكن والجهة بعد أن لم يكن ثابتا فى الأزل لحدث فى ذاته معنى لم يكن له فى الأزل، فتصير ذاته محلا للحوادث ، وأنه محال.
وقوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} محتمل ، فإن الاستواء يذكر ويراد به الاستيلاء ، ويراد به التمام ، ويراد به الاستقرار ، ويراد به التقدير ، ويراد به القصد ، ويراد به التمكن والاستقرار ، فلا يكون للخصم فيه حجة مع الاحتمال .
مع أن الترجيح كما قلنا : إنه تعالى تَمَدَّحَ به ، ولو ذكر الاستواء للمدح فى حق الخلق، لا يفهم منه التمكن والاستقرار ، وكما قال الشاعر :
قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق
وتحقيق ذلك أن التمدُّح بما يمتاز به عمن لا يدانيه لا يساويه ، والاستواء بمعنى التمكن يساويه فيه كل دنىء وحقير ، فلا يكون فيه كثير مدح .
وقول من قال : إنه بكل مكان أفسد ، لأن المتمكن فى مكان واحد يستحيل أن يكون فى مكانين فى حالة واحدة ، فمن استحال عليه التمكن كيف يتصور أن يكون فى الأماكن كلها .
وكذا قول من قال : إنه بكل مكان بالعلم لا بذاته باطل أيضا ، لأن من يعلم مكانا لا يصح أن يقال هو فى ذلك المكان بالعلم .
وكذا القول بالجهة باطل أيضا ، لأن وجوده فى سائر الجهات محال ، وتخصيص بعض الجهات لا يكون إلا بمخصص .
ولأن من كان بجهة من الشىء لا بد وأن يكون بينهما مسافة مقدرة ، يتصور أن تكون أزيد من ذلك أو أنقص فلا بد من مخصص لذلك القدر مع مساواة غيره إياه فى الجواز .
ثم نقول : لا تمدح فى الفوقية من حيث الجهة ، إذ الحارس فوق السلطان من حيث الصورة ، والسلطان فوقه من حيث المرتبة المنزلة .
وكذا الجواب عن قوله {وهو القاهر فوق عباده} فإنه لا يكون تمدحا بالفوقية من حيث الجهة .
ورفع الأيدى إلى السماء فى وقت الدعاء تعبد ، كوضع الجبهة على الأرض فى السجود ، والاستقبال إلى الكعبة فى الصلاة .
وللمجسمة والمشبهة آيات وأخبار يتمسكون بظاهرها ، ولأهل السنة فيها طريقان :
أحدهما : قبولها وتصديقها ، وتفويض تأويلها إلى الله تعالى ، مع تنزيهه عما يوجب التشبيه ، وهو طريق سلفنا الصالح .
والثانى : قبولها والبحث عن تأويلها على وجه يليق بذات الله تعالى ، موافقا لاستعمال أهل اللسان ، من غير قطع بكون مراد الله تعالى ، وهو طريق الخلف . وطريقة السلف أسلم ، وطريقة الخلف أحكم(
[2]) .
([1]) الصابونى (نور الدين أحمد بن محمود بن أبى بكر ، ت 580 هـ) ، صاحب كتاب البداية من الكفاية فى الهداية فى أصول الدين ، تحقيق أ/د فتح الله خليف ، القاهرة : دار المعارف ، 1969 م ، 174 ص . طبعة أخرى : تحقيق د/ بكر طوبال أوغلى، دمشق : مط محمد هاشم الكتبى، 1396 هـ / 1979 م ، 224ص. انظر عنه وعن كتابه البداية : - د/ فتح الله خليف ، مقدمة تحقيقه لكتاب البداية ، (ص 3- 26) . - د/ بكر طوبال أوغلو ، مقدمة تحقيقه البداية فى أصول الدين (ص 9 - 13) .
([2]) انظر الصابونى (نور الدين أحمد بن محمود بن أبى بكر ، ت 580 هـ) ، البداية من الكفاية فى الهداية فى أصول الدين ، تحقيق أ/د فتح الله خليف ، القاهرة : دار المعارف ، 1969 م ، (ص 44 - 49) .

الثلاثاء، ٢٠ مايو ٢٠٠٨

24 - أكذوبة انتشار التشيع بمصر أو أن السادة أشراف مصر أو صوفيتها تشيعوا

ما نشر من مقال على لسان من يزعمون أنه زعيم الشيعة فى مصر بموقع عربية (http://www.alarabiya.net/articles/2005/09/26/17156.html) كله أكاذيب وتلفيقات ولعبة سياسية قذرة .
وأنا مقيم بمصر ، وليل نهار داخل الحياة الدينية والعلمية بمصر بالأزهر الشريف ، أو بالطرق الصوفية ، أو بالسادة الأشراف ، ومختلط بكل هذا على كافة المستويات الشعبية والرسمية والمؤسسية ، وأجزم بأن ذلك كله كذب محض .
ونقابة الأشراف بمصر مؤسسة عريقة منذ قرون طويلة ، ومع هذا لم يتحول أشراف مصر إلى التشيع فى يوم من الأيام .
وكثير من علماء مصر من الأشراف وهم أهل سنة محضة .
أما الطرق الصوفية ولى علاقات واسعة بالعديد من الطرق الصوفية بمصر ، ولا علاقة لهم بالتشيع فى قليل ولا كثير .
ومحبة المصريين لآل البيت لا تعنى بحال من الأحوال تشيعهم .
وأى مصرى وخاصة الصوفية يقدمون سيدنا أبا بكر الصديق ثم سيدنا عمر ثم سيدنا عثمان ثم سيدنا على ، ويترضون على أم المؤمنين السيدة عائشة بنت الصديق ، ويترضون ويسيدون سيدنا معاوية بن أبى سفيان وسيدنا عمرو بن العاص .
وكافة أعلام الطرق الصوفية بمصر تجد فيها : أبو بكر - عمر - عثمان - على على ترتيب تقديمهم عند أهل السنة ، مكتوبة أسماءهم فى أركان الأعلام والألوية .
ومحبة آل البيت لا تعنى التشيع بأى حال من الأحوال .
وما سمعت مصريا قط لا صوفيا ولا شريفا يسب أحد من الصحابة قط ، أو يقدم على سيدنا أبى بكر أحدا ولا حتى سيدنا على ، مع محبتهم لسيدنا الحسين وإقامتهم لمولده ، ولا يعنى بحال من الأحوال إلا محبة النبى صلى الله عليه وسلم ، وبمحبته أحبوا آل بيته ، وبمحبته أحبوا السيدة عائشة وسائر أمهات المؤمنين ، وبمحبته أحبوا كل الصحابة بلا تفريق ولا استثناء .
وكل ما يقال عن انتشار التشيع فى مصر هو كذب وأباطيل ، وكل ما يقال عن علاقة الطرق الصوفية بالتشيع فهو كذب محض .
والذين يدعون إلى التشيع فى مصر مجموعة من المرتزقة الآفاقين الذين تصلهم أموال إيران ، ويلعبون لعبة سياسية قذرة لجمع مزيد من الأموال ، وإيهام الغرب أنهم طائفة مضطهدة ولها وجود بمصر ، وكل هذا كذب محض ، ولا يراد به إلا جمع المزيد من الأموال .

ولو صدق أن كل صوفى سنى هو شيعى ، أو قابل لتشيع أو مستبطن للتشيع لصار العالم الإسلامى بما أنه صوفى كله فيما عدا السعودية الرسمية (لاحظ أن كثيرا من أهالى السعودية ما زالوا صوفية) شيعيا أو قابلا للتشيع ، وهو شىء مضحك وهزلى ، لأن التصوف مستقر فى دول الإسلام السنية منذ قرون ، ولم يؤد هذا إلى تشيعها .
ولهذا فالصوفية السنيون ليسوا شيعة ، ولن يكونوا شيعة ، وعقيدتهم على عقيدة أهل السنة والجماعة ، وتسرى عقيدة أهل السنة والجماعة فيهم سريان الروح فى الجسد ، وعلى كافة الأصعدة حتى الشعبية منها ، وكما ذكرت مثال لهذا فهو ألوية الطرق الصوفية وأعلامها التى تجد فى أركانها أسماء الخلفاء الأربعة على ترتيبهم عند أهل السنة : أبو بكر – عمر – عثمان – على .
والعجب أن التصوف هو نتاج الفكر السنى ، ولا يوجد تصوف أصلا عند الشيعة ، وليس عندهم طرق صوفية ، والذى عندهم هو فلسفة إشراقية نتجت عن فلسفة السهروردى المقتول ، ومدرسته ورموزها كالملا صدر (صدر الدين الشيرازى) .
ولهذا فانقلاب التصوف السنى تشيعيا هو من باب قلب الحقائق ، وقلب الحقائق مستحيل .
والغرض المهم فى هذا الشأن هو عدم وجوب إثارة القلاقل الداخلية فى الدول .
فهل يحب الإيرانيون أن يثور أهل السنة الموجودون داخل إيران ، رغم اضطهادهم الشديد ، وعدم السماح لهم بممارسة شعائرهم ، فكما لا يحبون ذلك ، لا نحب نحن ذلك لبلادنا بفرض صدق دعوى وجود شيعة بمصر ، وهذه دعوى كاذبة .
وأيضا كما لا يحب ولا يسمح شيعة إيران ولا غيرهم بوجود حركة تدعو إلى المذهب السنى أو غيره داخل مجتمعاتهم ، لما يثيره ذلك من قلاقل وفتن وعدم استقرار ، فنحن لا نحب ذلك .
ولهذا فكما تحبون أن ندعكم وشأنكم ومذهبكم حفاظا على استقرار أوطانكم ، فدعونا وشأننا ومذاهبهم حفاظا على استقرار بلداننا .
ولا شك أن من حق ولاة الأمور فى بلادنا حماية التماسك الاجتماعى والاستقرار ، كما هو حق ولاة الأمور فى بلادكم ، لكن ولاة الأمور عندنا يتعاملون بانفتاح وتريث ويفرقون بين اعتناق الفكر وحرية الفكر حق كفله الشرع والقانون والدستور ، وبين الدعوة له بما يثير القلاقل والفتن ، ولهذا فدعوى اضطهاد أى شيعى فى مصر لمجرد أنه اعتنق فكرا شيعيا هى أيضا دعوى كاذبة ، ولا يوجد على أرض الكنانة أى إنسان عوقب أو اضطهد لكونه اعتنق فكرا ما فى خاصة نفسه .
لكن تحويل الفكر الشخصى إلى حركة ودعوة تعمل على هدم الاستقرار ونشر الفتن والإخلال بالنظام العام هو ما لا تسمح به أى بلد ولا أى نظام فى العالم كله شرقه وغربه ، متقدمه ومتخلفه ، ديمقراطيه وديكتاتوريه .ولا ينبغى أن يستغل التسامح والحرية والانفتاح الذى يتمتع به المجتمع المصرى بسبب كون مصر أحد حواضر الإسلام الكبرى ، والتى لا تستطيع أن تغلق أبوابها خاصة فى القاهرة المحروسة بما فيها من حراك فكرى واجتماعى وثقافى وسياسى وعلمى وحضارى .

السبت، ١٥ ديسمبر ٢٠٠٧

23 - ابن تيمية فى رأى علماء الأزهر الشريف السابقين - الشيخ المطيعى نموذجا

للشيخ المطيعى علامة مصر وفقيهها فى القرن الماضى ، مقدمة لطيفة قدم بها لكتاب شفاء السقام فى زيارة خير الأنام للسبكى ، وهذه المقدمة تتعلق بعلم الكلام ، وقد سماها : تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد([1]) .

ورغم صغر حجم الرسالة ، وعدم استيعابها لمسائل علم الكلام ، إلا أن لها أهميتها فى مجال كلامنا ، لما امتازت به من منهج يعبر عن موقف عقدى واضح ومتميز بناء على موقف أهل السنة والجماعة الحقيقى وليس المدعى الذى تتشدق به الوهابية :

1- فقد بدأ المصنف رحمه الله تعالى موقفه الكلامى من الوجود ليتوصل منه إلى وجوب العمل بالشرائع ، وهو حين يبدأ من الوجود ، يبدأ من أخص وجود يدركه الإنسان وهو وجوده نفسه فيقول : ((إن الله جل شأنه جعل لكل إنسان نفسا دراكة يصدّق بوجودها بالضرورة ، ويخفى عليه كنهها ، وكيفية إدراكها ، فلذلك ضرب الله لإدراكها حقائق الأشياء فى عالم الملك مثلا تقاس هى عليه ، فأوجد فيه عينا تدرك المبصرات ليكون إدراك العين للمبصرات مثالا لإدراك النفس لحقائق الأشياء ، حتى يكون الإنسان من نفسه على بصيرة ... وكما أن العين لا تبصر الأشياء إلا إذا أشرق عليها النور ، وخرجت من الظلمات وارتفعت الحجب ، كذلك النفوس لا تدرك حقائق الأشياء إلا إذا أشرق عليها نور التعليم الذى جاء به الرسل عليه الصلاة والسلام ... وكما لا يقف على أمراض العيون وأنواعها ... إلا الطبيب الحاذق ... كذلك لا يقف على أمراض النفوس ... إلا العالم بكنه النفس وكنه أمراضها وكيفية اتصالها بالبدن والأدوية اللازمة لها وما ذلك إلا الله جل شأنه {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ... فيجب على العاقل أن يعرض جميع أفعاله وأقواله على قانون الشرع ويجعلها مطابقة له أمرا ونهيا وإلا هلكت نفسه ...))([2]) .

2- وقد استخدم هذا المنهج النظر إلى الوجود فى نقد بعض القضايا المعاصرة ، مثل موقف قاسم أمين من حجاب امرأة ورأيه أن حجابها منعها من التعلم ، ويتعقبه الشيخ المطيعى بقوله : ((عند تدقيق النظر لا يرى العقلاء علاقة بين الحجب والتربية المذكورة ، فإن الحجاب لا يمنعها ، وعدم الحجب لا يستلزمها ، بل المدار فى ذلك على التعليم ، والحس شاهد عدل ، فإن أكثر الرجال (يعنى فى زمانه) مع عدم الحجاب تراهم لا يعرفون شيئا مما ذكر ، وكثير من النساء مع الحجاب يعرفن واجباتهن وما به يتكسبن ويقدرن على حاجاتهن المعاشية ...))([3]) .

3- ثم ينتقل بعد ذلك إلى ما يوضح به منهجه الكلامى فيقول : ((والذى أجمعت عليه الأمة الإسلامية وصار من القضايا الأولية أن أكبر النفوس وأكملها نفوس الأنبياء والرسل ، فهى المعصومة عن الخطأ والزلل والغفلة والبلادة والخيانة والتعصب والميل مع الأهواء والأغراض {الله أعلم حيث يجعل رسالته} ، ويليهم فى ذلك الأصحاب لأنهم أخذوا عنهم ذلك مباشرة ، فكل ما بينوه حق يتبع فهم أيضا محفوظون عما ذكر لا يخالف أحدهم الآخر لتعصب أو هوى أو غرض فى النفس ، وإنما أقوالهم واجتهادهم بساط الشرع الذى بسطه لخلقه فضلا منه ورحمة {محمد رسول الله والذين معه} الآية ، ويلى الأصحاب فى ذكر التابعون ، ويلى التابعين تابعو التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين))([4]) .

4- ثم يبين لنا منهم هم العلماء المقتدى بهم ، وما هى صفاتهم وشروطهم :((فمن كان من العلماء فى العصور السالفة أو فى هذا العصر متمسكا بما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح عليهم الصلاة والسلام فى أقواله وأفعاله بدون أن يخالفهم فى شىء من أصول الدين اعتقادا وعملا فطنا ذكيا واقفا عند حدود الشرع لا يخاف فى الله لومة لائم لا تزحزحه عن الحق عواصف الأغراض والأهواء بدون أن يبدى على ذلك أدنى ملاحظة واعتراض ، غير مسترسل مع عقله ، مستعملا له فى فهم ما ورد واقفا عنده ، لا يخرج عن مذاهب الأئمة المجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين -: علمنا أن هذا العالم هو الموفق ، الذى تقبل أقواله ، ويقتدى به فيها ، وفى أفعاله ، لأنه علم ، واستعمل الدواء النافع الذى وضعه الله للنفوس لتحفظ به عن الخطأ فى إدراكها للحقائق ووقوفها مع الحق ، فامتثل الأمر ، واجتنب النهى ، وحفظ نفسه أو شفاها من الأسقام والعلل العائقة لها عن الإدراك فلم يخرج عن قواعد الشرع فى عقائده وأقواله وأعماله فلا يدرك إلا حقا ، ولا يقول إلا صدقا ، ولا يفعل إلا صوابا {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} ... ))([5]) .

5- ثم تكلم عمن لا يقبل قوله ولا يقتدى به ، وبين صفاتهم وأحوالهم بقوله : ((ومن كان من العلماء فى أى عصر كان غير متمسك بما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه مخالفا لشىء من ذلك فى أقواله وأفعاله واعتقاده غير واقف عند حدود الشرع مائلا مع الأهواء والأغراض أينما مالت متعصبا مسترسلا مع عقله معترضا بمقدماته العقلية على دقائق الشرع وحكمه التى خفيت عليه ، خارجا عن مذاهب أئمة الهدى علمنا أن هذا العالم من علماء السوء الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ، فهم مخذولون مطرودون عن الحق بعيدون عن الصدق والصواب ، مستدرجون من حيث لا يعلمون ، أولئك أعداء الأنبياء ، الداخلون فى قوله تعالى {وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الأنس والجن يوجى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} ، {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} ، {أولئك حزب الشيطان} ، فهؤلاء قل أن يوفق منهم أحد للصواب ، وموافقة الواقع وإن كانت أقوالهم مزخرفة الظاهر ، لكنها فاسدة الباطن ، تتراكم على ضعفاء العقول تراكم الثلوج ، فإذا سطعت عليها شموس البراهين الحقة ذابت وتلاشت ، {والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات} ، {أولئك طبع الله على قلوبهم} ، {والله يقول الحق وهو يهدى السبيل} ، فالفارق بين من تقبل أقواله من العلماء ويقتدى به ، وبين من لا تقبل أقواله ولا يقتدى به هو ما ذكرنا .

6- فمن كان من الفريق الأول كان قوله مقبولا ، وبيانه معقولا ، موفقا للصواب لا يخرج فى اعتقاده أو قوله أو فعله عن حدود الشرع .

7- ومن كان من الفريق الثانى وجب نبذ أقواله ظهريا ، لأنه بعصيانه وعدم امتثاله الأوامر واجتنابه النواهى لم يستعمل الدواء الذى به يحفظ نفسه أو يشفيها من الأسقام الحائلة بينها وبين الحق والصواب ، {فأى الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ، {وتلك حجتنا} .

8- ومن الفريق الثانى الذى طمس الله على قلبه وطبع عليه أهل البدع فى العقائد والأعمال ، الذين خالفوا الكتاب والسنة والإجماع ، {فضلوا وأضلوا كثيرا} ، {قاتهلم الله أنى يؤفكون} ، {ومأواهم جهنم وساءت مصيرا} ، وقد ابتلى المسلمون بكثير من هذا الفريق سلفا وخلفا ، فكانوا وصمة وثلمة فى المسلمين ، وعضوا فاسدا يجب قطعه حتى لا يعدى الباقى ، فهو المجذوم الذى يجب الفرار منه .

9- ومنهم : ابن تيمية الذى ألف كتابه المسمى بالواسطية ، وغيره ، فقد ابتدع ما خرق به إجماع المسلمين ، وخالف فيه الكتاب والسنة الصريحة ، والسلف الصالح ، واسترسل مع عقله الفاسد ، وأضله الله على علم فكان إلهه هواه ، ظنا منه أن ما قاله حق ، وما هو بالحق ، وإنما هو منكر من القول وزور .

10- قال الإمام صاحب التصانيف النافعة فى كل فن العلامة ابن حجر فى فتاواه الحديثية ما نصه : ابن تيمية عبد خذله الله ، وأضله وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله ، وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه درجة الاجتهاد أبى الحسن السبكى ، وولده التاج ، والشيخ الإمام العز بن جماعة ، وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية ، ولم يقصر اعتراضه على متأخرى الصوفية ، بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب ، وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما ، والحاصل أنه لا يقام لكلامه وزن ، بل يرمى فى كل وعر وحزن ، ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال ، ومضل جاهل غال ، عامله الله بعدله ، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله آمين ...))([6]) ، ثم أفاض فى نقل كلام ابن حجر عن بعض طامات ابن تيمية ، وبيان ما فيها ثم قال الشيخ المطيعى :

11- ولما تظاهر قوم فى هذا العصر بتقليد ابن تيمية فى عقائده الكاسدة ، وتعضيد أقواله الفاسدة ، وبثها بين العامة والخاصة ، واستعانوا على ذلك بطبع كتابه المسمى بالواسطية ، ونشره وقد اشتمل هذا الكتاب على كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفا فى ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين ، فأيقظوا فتنة كانت نائمة ، فقياما بما يجب علينا كنا عزمنا على جمع مؤلف فى الرد على ذلك الكتاب حتى لا يقع المسلمون بواسطة ابن تيمية ومن هم على شاكلته فى مهواة الضلال والهلاك الأبدية ، غير أنا وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقى الدين أبى الحسن السبكى المسمى بشفاء السقام فى زيارة خير الأنام وافيا بالغرض المقصود آتيا على ما قاله ابن تيمية فى ذلك الكتاب وغيره مقوضا لبنيانه ... فاكتفينا بطبعه ونشره بين المسلمين ... وقد ألحقنا بكتاب السبكى رسالة للعلامة الحموى وأخرى للعلامة السجاعى وفتوى للعلامة الشوبرى وجميعها تتضمن الرد على أمثال ابن تيمية ...))([7]) .

ثم تكلم بعد ذلك الشيخ المطيعى عن التوسل وهو ما سنعرض له فى مقال تال بإذن الله تعالى .



([1]) محمد بخيت المطيعى (العلامة الشيخ ، مفتى الديار المصرية) ، تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد ، وهو مقدمة شفاء السقام فى زيارة خير الأنام ، ومعه أيضا : نفحات القرب والاتصال بإثبات التصرف لأولياء الله تعالى والكرامة بعد الانتقال للحموى ، وإثبات كرامات الأولياء للسجاعى ، وفتوى عن الكرامات للشوبرى ، القاهرة : مط الأميرية ، ط 1 ، 1318 هـ .

([2]) العلامة محمد بخيت المطيعى ، تطهير الفؤاد ، (ص 2-5) باختصار .

([3]) العلامة محمد بخيت المطيعى ، تطهير الفؤاد ، (ص 5-6) .

([4]) العلامة محمد بخيت المطيعى ، تطهير الفؤاد ، (ص 6- 7)

([5]) العلامة محمد بخيت المطيعى ، تطهير الفؤاد ، (ص 7) .

([6]) العلامة محمد بخيت المطيعى ، تطهير الفؤاد ، (ص 8 - 13) .

([7]) العلامة محمد بخيت المطيعى ، تطهير الفؤاد ، (ص 13) .